جاء هذا خلال تقديم المبدع، أول أمس، بقاعة الأخضر السائحي بالمكتبة الوطنية، للطبعة الجديدة لكتاب ''المجتزآت الخمس للصحراء''، الذي صدر لأول مرة، عام ,2001 قبل أن تتم ترجمته إلى عديد اللغات عبر العالم، بما في ذلك الإسبانية والإنجليزية، ثم يعاد نشره بداية هذه السنة في طبعة مزدوجة اللغة عربية/فرنسية، ترجمة الشاعر ميلود حكيم، الذي سبق له ترجمة مجموعة ''فجر إسماعيل'' لمحمد ديب، مزوق بلوحات الفنان رشيد قريشي، ابن مدينة عين البيضاء بالاشتراك مع منشورات البرزخ الجزائرية واكت سيد الفرنسية·
بعد التقديم السريع للكتاب من طرف مدير المكتبة الوطنية، أمين الزاوي، الذي دعا إلى أهمية مدّ جسور التواصل ما بين الكتّاب والفنانين، خدمة للكاتب الإبداعي واحتراما للقارئ، عبّر مدير منشورات البرزخ، سفيان حجاج، عن إخلاص بوجدرة للإبداع، هذا الأخير الذي لم يبخل بالمساهمة عام ,2001 بينما كانت منشوراته تخطو خطواتها الأولى في سلسلة ''عين الصحراء'' التي جمعت كتابات كثير من الكتاب المعروفين حول موضوع الصحراء، بما في ذلك الرحالة المعروفة إيزابيل ايبرهاردت·
من جهته، أبدى رشيد بوجدرة تأسفه عن الاكتشاف المتأخر لفضاءات الصحراء المفتوحة، التي تمنحه شعورا بولوج عالم الزهد والتصوف، بعدما جاب عديد بقاع العالم بأوربا وأمريكا اللاتينية، حيث أكد المتحدث نفسه بأنه حين طلب منه الناشر إنجاز الكتاب، كان يفكر مسبقا في الكتابة حول الصحراء، لا يزال يبهره ذلك المكان ولا يزال ينوي الكتابة حوله· كما لم يفوت صاحب كتاب ''المجتزآت الخمس للصحراء'' الفرصة لتقديم بعض انطباعاته حول راهن النشر ببلادنا، حيث أكد قائلا بأن غالبية الناشرين المتواجدين على الساحة اليوم، لا يمتون بصلة لأصول المهنية·
أما الفنان التشكيلي، رشيد قريشي، الذي زاول دراسات أكاديمية بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة، قبل أن ينتقل مطلع السبعينيات إلى باريس، الذي سبق له الاشتغال بمعية الكثير من الكتّاب والشعراء المعروفين، على غرار الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الفرنسي ميشال بيتور، محمد ديب وغيرهم، بدا جد منفعل لأول إصدار له ببلده الأم الجزائر، بعدما أصدر حوالي خمسة وعشرين عملا فنيا بفرنسا، شارك وعرض في كثير من المتاحف والأروقة العالمية· عبّر الفنان رشيد قريشي عن عميق حسرته كونه لا يكاد معروف لدى كثير من الأوساط المثقفة ولم يحظ بعد بإدراج لوحاته ضمن مقتنيات المتاحف الوطنية الجزائرية· كتاب ''المجتزآت الخمس للصحراء'' عبارة عن كتاب تضمن خمسة نصوص مختلفة حول الصحراء، يبدأ كل نص بإحدى المقاطع الشعرية للفرنسي، سان جون بيراس، تقترب كثيرا من تجربة كتابة الشعر النثري· كما اختتم لقاء أول أمس بتقديم قراءات للمجتزأ الأول من الكتاب بالفرنسية، بقراءة سفيان حجاج والعربية بقراءة أمين الزاوي·
3أسئلة إلى
رشيد قريشي فنان التشكيلي
ما هو انطباعك حول هذا الإصدار الأول بالجزائر؟
هذا الإصدار الأول من نوعه في الجزائر يسعدني كثيرا، خصوصا كونه صدر في طبعة مشتركة بين داري نشر من ضفتي المتوسط· أسعدني التلقي المهم الذي حظي به الكتاب بفرنسا مباشرة بعيد إصداره· أهم ما يلاحظ في هذا الكتاب أنه استطاع تجسيد نظرة جمالية في صناعة الكتاب يليق بصورة النشر الجزائري·
سبق لك الاشتغال مع عديد الكتاب المعروفين···
هناك الكثيرين، أمثال محمود درويش، طلعت عدنان، محمد ديب، جمال الدين بن الشيخ، رينيه شار، ميشال بيتور وآخرون· وأخيرا مع رشيد بوجدرة·
تأسفت في مداخلتك عن عدم الاهتمام الذي واجهتك به الجزائر، برأيك ما هي أسباب هذه الوضعية؟
باعتقادي، ليس هناك أسباب حقيقية، لكن هذا يرجع بالأساس إلى حالة تكاسل ثقافي تشهده الجزائر، لم تلق نظرة متفحصة فستتفاجأ بعدد كبير من الجزائريين، فنانين وباحثين يعيشون غربة· أنا لا أدعو إلى ضرورة البحث عن هؤلاء ولكن، على الأقل، منحهم مكانتهم المستحقة ببلدهم·
سعيد· خ
انطلاق الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية
نفحات موسيقية أصيلة إزدانت بثـراء ثقافي تقليدي حملته بلاد الفرس لتعانقه سماء أرض الجزائر في أيام ثقافية إيرانية حملت معها أجواء ساحرة في حفل بهيج وضمن فعليات الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر الذي انطلقت فعالياته سهرة أول أمس بقصر الثقافة بحضور وزيرة الثقافة ''خليدة تومي''، مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية ''مهدي مصطفوي'' والمدير العام للتبادل الثقافي بوزارة الثقافة ''محمد حسين الهاشمي'' وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر ''حسين عبدي ابيانه'' وعدد من رؤساء المنظمات الدولية بالجزائر·
مهدي إيزكيون
هذا ما أكّدته ''خليدة تومي'' وزيرة الثقافة عشية افتتاح الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث قالت ''هكذا تقبل علينا إيران، ثقافة وفنّا وروحا وريحانا وهي التي أثرت الحضارة العربية الإسلامية منذ طلوع فجر الإسلام، وفيها تعانقت أرواح العرب والفرس لتعلي راية الإسلام''، كما اعتبرت أن هذه التظاهرة الثقافية تعتبر فرصة هامة للتعريف على الكنوز الثقافية لبلاد فارس منذ حضارتها الأولى، مند حضارة ''عيلام'' والدولة الأخمينية والأشكانية والساسانية، وقالت أنها مناسبة يكتشف فيها الجمهور الجزائري في عدد من الولايات قطوفا من الفنون الإيرانية، سيكتشف ـ حسبها ـ ما تزخر به ''أصفهان'' و''شيراز'' و ''قم'' و''خرسان'' و''طهران'' وغيرها من الحواضر التي سجلت حضورها في تاريخ البشرية، كما أكدت الوزيرة على أهمية هذا الأسبوع قائلة ''إنه مناسبة سانحة للتقارب والتعارف بين الفنَّانين الإيرانيين والجزائريين، عسى أن يولِّد هذا الاحتكاك تبادلا وتعاملا مشتركا، خاصة وأن هناك معرضا هاما، في فن الخط العربي، ونحن نسعى إلى ترقية هذا الفن العربي الإسلامي ونعمل على إعطائه المكانة اللائقة به في الجزائر''·
أما بخصوص العلاقات الجزائرية الإيرانية، فقد أكدت ذات المتحدثة على أهميتها بعد أن عرفت في السنوات الأخيرة تطوار هاما وتعزيزا واضحا، والتي أرجعت أهميتها إلى السياسات الحكيمة التي انتهجها قادة البلدين، في حرصها على تعزيز أواصر المحبة بين الشعبين الشقيقين في توطيد العلاقات في جميع المجالات، لا سيما في الميدان الثقافي الذي يمثل ـ على حد قوله ـ الزاوية في بناء تعاون حقيقي وتواصل دائم بين البلدين، ومن جهته أكد ''مهدي مصطفوي'' مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية على أهمية هذه العلاقات التي اعتبرها إحدى المكونات الأساسية في تطوير مختلف المجالات سواء كانت حضارية أو ثقافية، مضيفا أن الشعب الإيراني كسائر الشعوب الأخرى اعتنق أفراده الدين الإسلامي الحنيف، حيث عملوا على توظيف ماضيهم الحضاري وطاقاتهم وإبداعاتهم الفنية بكل صدق وإخلاص لخدمة الإسلام والحضارة الإسلامية، كما أثروا العلوم والفنون المختلفة وخلقوا أثارا رائعة بقيت على مدى التاريخ نفائس تحتفظ بها كبريات متاحف العالم· وقال ''إن إقامة الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر يعد بمثابة نافذة يطَّلع من خلالها الشعب الجزائري الشقيق على جوانب من التراث والحضارة الإيرانية العريقة''، هذا وقد شمل الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي احتضنته الجزائر لأول مرة على برامج فنية وثقافية، وعلى منتجات إيرانية تقليدية من الأقمشة الملونة والزرابي التقليدية ومعارض شملت فنونا متنوعة والتي طافت من خلالها الوزيرة رفقة مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية ''مهدي مصطفوي'' والتي أبدت إعجابها لهذا الفن، الذي عكس أجواء من التراث الفارسي والذي شمل أيضا معارض للصور ومعرضا للمنمنات القديمة والجديدة المنبثقة من القصص التاريخة والتي أبدعتها الفنانة ''آزرياني رودسي'' وكذا معرضا للخطوط المتخصصة في التذهيب والمنمنمات من أداء الفنانة ''مريم زينتي'' إلى جانب معارض أخرى تضمنت قطعا أثرية منقوشة على الخشب من الآيات القرآنية أبدعها الفنان ''مرتضائي فر''، وكذا معرض للوحات المائية للفنان ''كيومرث قورجيان'' ولوحات أثرية للفنان ''ملك زاده'' وأثارات عرفانية للفنان ''العرف الجيلاني''·
هذا وقد استمتع الحضور في آخر الحفل لأعذب الألحان النابعة من الموسيقى الإيرانية، من أداء الفرقة الموسيقية التقليدية رودكي، والتي تعد موسيقى فريدة من نوعها تؤدى بآلات موسيقية متميزة مثل ''السنتور'' و''الغيثار'' والكامنجة، آلة العود والدربوكة·
مسرح وهران يبرمج احتفالا تذكاريا للراحل عبد الكريم دالي
برمجت إدارة المسرح الجهوي لمدينة وهران برعاية وزارة الثقافة سهرة فنية تكريمية لمطرب الفن الأندلسي الأصيل المرحوم عبد الكريم دالي والذي أحدث ثورة في هذا النوع من الطبوع الغنائية، وسيكون موعد هذا الحفل التذكاري يوم الأربعاء المقبل على الساعة الثالثة بعد الزوال، أين ستعرض الذاكرة الحياتية للفنان على شاشات العرض، وكذا الأعمال الفنية للمرحوم، تتخللها بعد ذلك مناقشة للأعمال الخالدة لعبد الكريم دالي الذي بقيت أغنيته ''صح عيدكم'' رمزا لاحتفال الجزائريين بعيدي الفطر والأضحى على مر السنوات حتى ما بعد رحيل الفنان، أين يستمتع الجمهور بأبرز أعمال الفنان خلال حفل موسيقي. وسيتداول على الجوق من الأستاذان ''نذير معروف'' و''رفال محمود قلفاط''، حيث سيشرف الأول على نوبة ''ديل المزج مجبنة'' والثاني سيبرمج مقاطع ووصلات غنائية مستوحاة من نوبة ''الحوزي العروبي''·
للإشارة فإن عشاق الفن الأندلسي استبشروا خيرا من خلال هذه المبادرة التي ستعاد من خلالها الروح من جديد لأغاني المرحوم وكذلك للنوبات الأندلسية الأصيلة التي بدأت تعرف نوعا من التهميش بالموزاة مع الاهتمام بالفن العصري الذي يعتبر دخيلا على الموسيقي الجزائرية التي كانت تنتقي كلماتها بكل تهذيب وبدون شوائب، وهو ما رفع من قيمة المطربين حينها وعانقوا المجد الغنائي مثلما كان الشأن بالنسبة للمرحوم ''عبد الكريم دالي''·