(إنيمسَسْكم قَرْحٌ فقد مسَّ القوم قَرْحٌ مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس،وليعلَم الله الذين آمنوا ويتخذَ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين)آلعمران: 140
لم يمض على الحصار الاقتصادي لغزة أسابيع قليلة إلا ويبدأ الحصار العسكري وهذا الهجوم البربري على المدنيين وجلهم من النساء والأطفال الذين قضوا نحبهم لا لجرم ارتكبوه إلا أن قالوا ( ربنا الله ) .
المئات بين شهيد وجريح يبرأون إلى الله وهو حسبهم من أولئك الخانعين المتآمرين من حكام العرب والمسلمين ومن أبناء جلدتهم فى مقاطعة رام الله وحكومة فياض التي ارتأت أن تواسى شعبها الذى يسبح فوق بركة من دماء الأطفال بأن يخرج علينا وزير إعلامها اللاشرعى مصرحا بأن إسرائيل تتخذ من صواريخ القسام ذريعة لضرب غزة , وكأن إسرائيل فى حقيقتها بلد السلم والسلام والأمن والأمان لاتبدأ بالعدوان أبدا وليس من مبادئها استخدام القوة إلا دفاعا عن أمنها دون أن يوجه لوما واحدا لآلة الحرب الصهيونية المغتصبة للأرض التى تهلك الحرث والنسل
مليون ونصف المليون فى غزة يحاصرون بخيانة
ثلاثية الأبعاد طرفها الأول سلطتها متمثلة فى محمود عباس وزمرته التى
انكشفت عمالتهم وخيانتهم لكل ذى لب , وطرفها الثانى الحكومات العربية
والإسلامية التى تقف موقف البلادة وهى تنظر لهذه الأم الفلسطينية التى
فقدت جميع أسرتها فى غارة إسرائيليه واحده لم تستغرق بضع دقائق تخرج بعدها
بقايا الأجساد من بين ركام المبنى لتقول هذه الأم بصوتها الباكى المبكى (
الله ينتقم من الدول العربية ... الله ينتقم من أبو مازن .... ) فى مشهد
يشيب لهوله الولدان , أما الطرف الثالث فى ثالوث الخيانة فهو
المجتمع الدولى بالسكوت عن جرائم الحرب التى ترتكبها اسرائيل وعجز مجلس
الأمن عن إصدار بيان يندد بالإعتداءات الإسرائيليه على القطاع .
هذا الثالوث ( سلطة رام الله و الحكومات العربية و المجتمع الدولى ) فى نفس السلة مع هذا الإجرام الصهيو أمريكى وبالتالى فلم تعد هناك جدوى للتمادى فى الحديث عن الجزار وصبى الجزار , بل الأهم فى هذا التوقيت هو الحديث للضحية وشاهديها .
الضحية
نعرفها جميعا هو ذلك الشعب المجاهد المرابط الصابر المحتسب بفصائله
المقاومة وقادته المجاهدين الذين يتقدمون الصفوف ويدفعون بأبنائهم وفلذات
أكبادهم لعرس الشهادة الذي لطالما انتظروه , فتربوا على موائد القرآن وحب
الجهاد وجعلوا الموت فى سبيل الله أسمى أمانيهم فتفانوا فى خدمة قضيتهم
والدفاع عنها ليس هذا فحسب ولكنهم علموا وتربوا على أن كل حركاتهم
وسكناتهم وظمأهم وجوعهم ونفقاتهم وغيظ الكفار بأى أذى يلحقونه بهم , كل ذلك يكتبه الله لهم عملا صالحا
( ماكان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلَّفوا عن رسول الله ولا يرغبوابأنفسهم عن نفسه، ذلك بأنهم لا يُصيبهم ظمأ ولا نَصَب ولا مَخْمصة في سبيلالله، ولا يطأون موطئاً يَغِيظُ الكفار، ولا ينالون من عدو نَيْلاً إلا كتب لهمبه عمل صالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة،ولا يقطعون وادياً إلا كُتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) التوبة120-121
فليعلم المرابطون أنهم السادة وغيرهم العبيد وأنهم القادة وغيرهم القطيع ونذكرهم بأن من وعدكم بالنصر هو رب الأرباب فصدق الله
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذينأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا آمنا ولولا دَفْعُ الله الناس بعضًهمببعض لَهُدِّمت صوامعُ وبيَعٌ وصلوات ومساجدُ يذكر فيها اسم الله كثيراً،ولينصرنَّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) الحج 40
وأما شاهدى الضحية
فهى الشعوب العربية والإسلامية والتى تعرف أدوارها بل تحفظها جيدا فتطبقها
حينا وتسكت عنها أحيانا , فلتخرجى أمة العرب والمسلمين من دائرة الصمت
وتقدمى فقد حان دورك لأداء الواجب ولا تكتفى بموقع المتفرج بل اصعدى على
خشبة مسرح الأحداث وكونى جزءا من الصورة
( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان، الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالمِ أهلها واجعل لنا من لَدُنك ولياً، واجعل لنا من لدُنْك نصيراً، الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) النساء 74-76
بأسناني سأحمي كلّ شبرٍ من ثرى وطني بأسناني .
ولن أرضى بديلاً عنه لوعُلّقت من شريان شرياني .
أنا باقٍ أسير محبتي لسياج داري للندى للزنبق الحاني
أنا باقٍ ولن تقوى عليّ جميع صُلباني
أنا باقٍ لآخذكم .. وآخذكم .. وآخذكم بأحضاني